حبشي الشمري
أسطورة الرياضة المدرسية
2025-12-05
يعد النشاط الرياضي ـ من الناحية النظرية ـ جزءًا أصيلًا من العملية التربوية في المدارس العامة، في مراحلها الثلاث، لكن في الواقع الأمر يبدو في صورة تختلف كثيرًا عما عليه نظريًا.
المدارس الحكومية في المملكة تنضوي في قرابة 22 ألف مبنى، وتقريبًا فإن نصف عدد الطلاب الذي يناهز 3.4 مليون هم ممن يدرسون في المرحلة الابتدائية، و24% آخرون في المرحلة المتوسطة، ولعل هذا ما يجعل المرء يتساءل عن السبيل المثلى لاستثمار هذه الطاقات من منظور رياضي.
من نافلة القول: إن ممارسة الأنشطة الرياضية في المدارس وفق منهجية منضبطة تسهم في إكساب الطلاب عادات صحية سليمة، وأن ذلك ينعكس إيجابًا على القدرات الجسدية والفكرية لهم، ويزداد هذا الحال الإيجابي تراكمًا مع مرور الأيام.
من المؤكد أنه لا توجد وصفة سحرية لتحقيق المستهدفات الرياضية المبتغاة بين مئات الآلاف من هذه الطاقات الوطنية الناشئة، بيد أن وقوف الخبراء والمختصين مكتوفي الأيدي ليس من الإيجابية بشيء.
يتراءى لي أننا حاليًا نتعامل مع وضع الرياضة المدرسية المناسبة كما لو كانت أسطورة يصعب تصورها بين ظهرانينا، ناهيك عن فعل أمر ما لتحقيق ذلك.
قد لا توجد مدارس نموذجية كثيرة، بيد أن الظروف المثالية قد لا تكون مهيأة في يومنا الحاضر، وقد لا يأتي هذا اليوم على الإطلاق، لكن من المؤكد أن إعمال العقول لابتكار فرص حقيقية قد يثمر عن أفكار خلّاقة تسهم في تحقيق مخرجات رياضية أفضل مما هي عليه في الوقت الحالي.
إن اللاعبين الذين يلتحقون بالأندية الرياضية ـ بغض النظر عن نوع الألعاب التي يمارسونها ـ كانوا حتى وقت قريب أو أنهم ما زالوا يدرسون في إحدى المدارس، وكثير منهم هم من المنتسبين لمدارس حكومية.
تلك المدارس قد لا تتوافر فيها مناخات مناسبة لممارسة عديد من الألعاب، بيد أنه تتوافر في جُلها أرضية فعلية وفرصة حقيقية لممارسة لعبة واحدة على الأقل من الألعاب التي تنمّي القدرات الرياضية والمهارات المناسبة للنشء واليافع.
علينا ألا نبقى أسيري التفكير الذي يختزل الرياضة بأنها كرة القدم فحسب، بل ينبغي علينا - من باب أولى - إدراك أهمية الدور المدرسي في إعمال النشاط الرياضي بين الألوف المؤلفة ممن هم في مقتبل العمر، ومن ثَم العمل على تنفيذ ما يفترض عمله، بدءًا من تحليل الوضع.